الله سبحانه وتعالى رزقني في شتاء 2019 رحلتين إلى دولتين كانت في قائمة الدول المفضلة لي لزيارتها. دولتين تميزت بعراقة تاريخها الأسطوري و بفنونها المتشعبة. دولتين تشابهت كثير واختلفت أكثر.
اليابان والهند. ونقطة على السطر.
لنبدأ بخريف/شتاء اليابان, بالألوان النارية الهادئة, بسحر الأشجار البرتقالية اللون والبنايات الزجاجية الشاهقة.
من أول وهلة يسمع فيها الشخص عن اليابان يتخيل النظافة والعمل و التطور والزي الياباني ( الكيمونو) والساموراي وغيرها. ما خاب ظني فيها. كانت رحلة العمر, كانت رحلة انتظرتها طويلاً وقد استحقت الإنتظار وفي الوقت نفسه ندمت لتأخري لزيارتها. دولة فيها الترحيب والسهولة في التعامل والسرعة في تخليص إجراءات الدخول من المطار مع الابتسامات التي لا تفارق وجوههم. الغريب اني توقعت الجدية الشديدة في اليابانيين بحكم انهم مدمنين على العمل و حياتهم كلها سرعة و ابتكار و لا وقت للابتسامة في هذه الدقيقة الواحدة لتخليص كل مسافر على طاولة الموظف. لكن في هذه الدقيقة كان هناك ( كونيتشيـوا ) مرحبا الساع بالياباني, مع ابتسامة خجولة مؤدبة و نظرة للجواز و صوت طرقة الطابعة تؤكد موافقة الدخول وبعدها ابتسامة شكر واعتذار للتأخير, عفواً إختي.. أنا الي بعتذر لك عن تأخير قدومي لليابان كل هالسنين. شكرتها بابتسامتي المتواضعة و خرجت من باب المطار ومنه دخلت الى عالم من الرقي الإنساني والعمراني سواء. كمية من الإحترام واللباقة والجمال والأناقة, يعملون بجدية دقيقة و يستمتعون بوجبة عائلية او مع الأصدقاء بحب وترى الفرح بجمعتهم ولكن ضحكاتهم بالكاد تسمعها فقط لأنهم يحترمون وجود الآخرين. نعم للأدب والأخلاق, مليون نعم.
لن انتهي من الكتابة لو كتبت عن اليابان و عن يومياتي فيها. مقتطفات هي تعبر عن ما رأيته و شعرته ولامسته. لا للشرب والاكل في الشوارع نعم هي ليست من الممنوعات التي تخالف عليها إن فعلتها ولكن هي طريقة معيشة تعودوا عليها أدبيا و صحياً. لا للكلام بصوت عالي أو حتى عدمه في المترو , الكل يقرأ في كتابه أو مشغول بهاتفه النقال أو ذالك النائم بهدوء على كرسيه بعد يوم طويل من العمل وتلك التي تهمس في أذن ابنها لكي يجلس بهدوء و يلعب في جهاز النينتيندو, هي تربية من الصغر.
زرت المعابد والقصور القديمة في كيوتو ورأيت النساء والرجال في الزي الياباني التقليدي الكيمونو و تخيلت الامبراطور و حاشيته وحياة القصور الاسطورية, هي عادة لي بأن أتخيل الأشخاص وكيف كانت حياتهم في ممرات هذه القصور وزواياها. زرت المعارض الفنية التقنية منها و العلمية والتاريخية وكل منها جذبتني بطريقتها الخاصة.
باختصار... اليابان جرعة ارتقاء للنفس والعقل.
تعالوا معاي نركب الطيارة ونستكشف الهند الساحرة.
Comments